في ذكرى إحراق المسجد الأقصى الذي مر عليه 51 سنة يروي الشيخ عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى المبارك تفاصيل ذلك الحريق حيث كان من أحد شهود العيان عليها والذي نفذه المتطرف اليهودي مايكل روهن .
حيث أدى الشيخ صلاة الفجر يوم الخميس بتاريخ 20-8-1969 ، وكانت الأجواء تنعم بهدوء وسكينة والأوضاع الميدانية مستقرة فلا بوادر لحدوث حريق ، إلا إن النيران اشتعلت فجأة في المصلى القبلي وبدأت النيران تصعد للمنبر والمحراب .
حيث تبين أن المجرم مايكل روهن دخل المسجد الأقصى وعلى ظهره حقيبة تحوي موادا حارقة ومشتعلة لا تملكها إلا الدول وقد دخل في الساعات الباكرة للمسجد الأقصى ، وقال الشيخ عكرمة صبري أن التقصير وقع من الحراس الذين أدخلوه حيث تظاهر بأنه سائح يريد الدخول فقط ، وقد تم فصل الحارس الذي سمح له بالدخول ، ولاذ روهن بالفرار بعد جريمته لأن القبض عليه سيكون إدانة لدولة الاحتلال التي تقف وراء ذلك الحريق والمسؤولة عن أضراره وتبعاته .
ومما يدلل على مساهمة الاحتلال في تلك الجريمة أن الاحتلال قطع الماء عن الأقصى قبل الحريق وأثناء اشتعاله حيث لم يتمكن المقدسيون من إطفاء الماء من داخل الأقصى ولذلك اصطفوا بطابور طويل لينقلوا الماء من واحد لآخر من البيوت القريبة والمجاورة للمسجد الأقصى وبذلك تمت السيطرة على الحريق وتشكيل الدرع الواقي للمسجد الأقصى .
ويضيف الدكتور عكرمة صبري أنه في اليوم التالي من إحراق المسجد الأقصى أعلنت الهيئة الإسلامية العليا في مؤتمر لها بضرورة إغلاق الأقصى ، وتشكيل لجنة للتحقيق بهذه الجريمة ، أما الجمعة التي تلتها فقد تحدث والد الشيخ عكرمة صبري في خطبة الجمعة عن تلك الجريمة التي حلت بالمسجد الأقصى وكانت الأجواء أجواء حزن وصدمة مدوية جراء ما حدث للأقصى .
وتم بعدها إحضار منبر صلاح الدين عام 2007 ، كما أنه ترميم المسجد الأقصى منذ عام 1969 حتى عام 2007 ، وكان الشيخ عكرمة صبري أول من ألقى خطبة الجمعة وبحسب ما قاله الدكتور عكرمة صبري في توثيقه لتلك الأحداث : ” وكنت أول من ألقى خطبة الجمعة، وذكرت المسلمين في العالم بأن المسجد الأقصى عاد إليه منبر نور الدين زنكي، الذي احضره صلاح الدين بعد 17 عاماً من صناعته، وبقي مركوناً في مدينة حلب طوال فترة احتلال مدينة القدس، وتم إحضاره بعد التحرير على يد الناصر صلاح الدين الأيوبي، وان الأقصى والقدس تحتاج إلى تحرير” .