ارتفعت نسبة الهدم المتوالية لمنازل ومنشآت تجارية متنوعة في القدس، بشكل متزايد منذ بداية العام، ففي بداية شهر آب/ أغسطس الجاري، توالت نكبات أهل مدينة القدس من هدم وتشريد واعتقال وإبعاد،، بعد التصعيد من هجمته لتحقيق أهدافه في تهجير أهل العاصمة ودفعهم على الرحيل منها.
وما أن انطلق شهر آب الا والاحتلال استهدف العائلات في القدس، ويهدم منشآتهم أو يُجبرهم على هدمها بأنفسهم وسط دموع أبنائها وأطفالها الذين لم يستطيعوا الاستمرار في مشاهدة ما فعلته الآليات الثقيلة بمنازلهم وغرف نومهم وذكرياتهم الجميلة.
وحسب ما تم توثيقه، فقد هدم الاحتلال وأجبر على هدم نحو 14 منشأة سكنية وتجارية وزراعية في مدينة القدس وحدها منذ بداية شهر آب وحتى اليوم (هدم مبانٍ مكونة من عدّة شقق) وذلك في قرى وبلدات؛ سلوان، العيساوية، جبل المكبر، بيت حنينا، والشيخ جراح.
ومن ضمن العائلات التي تضررت بفعل الهدم هي؛ الطحان، أبو طاعة، علون، عويسات، أبو صبيح، شقيرات، القاق، عمرو، أبو جمعة، وشيحة، الذين باتوا دون مأوى جراء عمليات الهدم التي طالت منشآتهم، وآخرون بانتظار الهدم في أية لحظة كعائلة عليان في العيساوية.
وأجبرت البلدية على هدم نحو 95 منشأة مختلفة داخل مدينة القدس بحسب توثيق مركز معلومات وادي حلوة في سلوان، منذ بداية العام .
وعلق المحلل السياسي، راسم عبيدات، بقوله “ذبح الحجر في القدس لم يتوقف للحظة واحدة، بل من بعد مجزرة الحجر بحق بيوت واد الحمص في صورباهر جنوبي المدينة، وهدم 72 شقة فلسطينية في تموز من العام الماضي، تسارعت وتيرة هدم منازل أهل القدس، سواء عبر الهدم الذاتي أو هدم جرافات الاحتلال.
وتابع، بأن الاحتلال يستهدف أهل القدس من خلال طردهم وتهجيرهم خارج حدود مدينتهم، معتبرًا بأن الهدم الذاتي إمعان في إذلال أهل المدينة والمس بكرامتهم، وإيصال رسالة لهم بأنه يجب عليهم أن يتوقّفوا عن البناء في القدس، وألّا يفكّروا بذلك لأن هذه “عاصمتهم الأبدية” بحسب مزاعمهم.
وأردف، وتيرة عمليات الهدم وتوزيع الإخطارات ارتفعت، حيث أن رئيس بلدية الاحتلال السابق نير بركات قال بشكل واضح “إذا أخليتم كرفانات مستوطنة “عمونة”، في المقابل يجب هدم 20000 ألف بيت في القدس بدون ترخيص”.
وقال بأن عجلة الهدم تقوم بترجمة أقوال بركات إلى أفعال، في الوقت الذي لا يوجد فيه أي مشاريع أو خطط أو برامج أو آليات لمواجهة جرائم الاحتلال بحق الحجر الفلسطيني.
وبيّن عبيدات أنه يجب أن يكون هناك إستراتيجية فلسطينية موحّدة لرفض هذه السياسة، إلى جانب وجود موقف واضح من السلطة الفلسطينية برفض عملية الهدم الذاتي برمّتها، ولا بديل عن وحدة وتكاتف الجميع.
بدوره، أكد النائب في المجلس التشريعي أحمد عطون، إن ما يجري في مدينة القدس وما يطالعنا به الاحتلال صباح مساء من زيادة عمليات الهدم لفرض وقائع جديدة هو جريمة تضاف لسجل جرائم الاحتلال، والاحتلال يستغل انشغال العالم ويرى الظروف مناسبة جدًا لفرض تاريخ مزور على مدينة القدس.